تزداد اليوم حاجة الأمة الإسلامية لتلبية احتياجاتها المالية بسبب ما اتسمت به معاملات العصر من مخالفات شرعية مثل الربا والغرر، لذلك فإن من أولويات البحث في المعاملات المالية هو دراسة كيفية تطبيق صيغ المعاملات المالية في التراث الفقهي على العمليات المالية المعاصرة.  وكان لقطاع التأمين حظاً وفيراً من هذا الجهد البحثي واستوجب ذلك تخصيص مواد تعليمية وتدريبية ملائمة لتأهيل الكوادر البشرية في صناعة التأمين الإسلامي.

إن من متطلبات الكفاية المعرفية الأساسية للتأمين التكافلي تناول الجوانب الشرعية لهذه الصناعة ويتطلب ذلك عرض الأدلة الشرعية من القرآن والسنة والنظائر في التراث الفقهي للتأمين التكافلي وقرارات المجامع الفقهية وقنوات الاجتهاد الجماعي الأخرى وأخيراً الشبهات حول التأمين التكافلي.

وتعتبر الدراسة المقارنة بين التأمين التكافلي والتأمين التجاري من أهم المداخل التي يجب على المتدرب الإلمام بها عند دراسته للتأمين التكافلي وهذا من شأنه إثراء المهارات لدى المتدرب كونه يستطيع بعد أخذ هذه الدورة التمييز بين التكافل والتأمين التجاري وإدراك الفروق الجوهرية والشكلية بينهما.

كما أن العمل الرقابي في شركات التأمين التكافلي من المواضيع المتخصصة المهمة التي يحتاجها المتدرب في صناعة التكافل لأنها ترسم له مراحل العمل الفني للتأمين التكافلي بالاستناد إلى ضوابطها الشرعية وتضمن له الحصول على الكفاءة الشرعية لسير العمل في شركات التأمين التكافلي.

إن التكامل بين البنوك وشركات التأمين من المتطلبات العملية الهامة لصناعة التكافل والتي تتضح من خلالها الأهمية المتبادلة للقطاعين ولابد للمتدرب الحصول على التأهيل اللازم لفهم عمليات البنوك الإسلامية وأنشطتها وكيفية تكامل هذه العمليات مع أنشطة شركات التأمين التكافلي.